كشفت الدكتورة عميرة جويدة، من جامعة الجزائر، في دراسة ميدانية أعدتها حول ''مميزات العنف في المدرسة الجزائرية'' بأن 33, 73 بالمائة من تلاميذ الأطوار التعليمية يتعرضون للعنف على يد الأساتذة ومستخدمي المؤسسات التربوية.
وأشارت الدكتورة عميرة، في مداخلة ألقتها خلال اليوم الأول من الملتقى الدولي حول ''مجتمع المخاطرة''، الذي تنظمه كلية الآداب واللغات والعلوم الاجتماعية بجامعة جيجل، بأن الدراسة التي قامت بإنجازها على عيّنة من طلبة السنة الأولى ''تاريخ وجغرافيا'' بمدرسة العلوم الإنسانية والاجتماعية بالعاصمة، تضم 120 طالب، ينحدرون من 25 ولاية، بيّنت أن أغلب الطلبة كانوا قد تعرّضوا للعنف بمختلف أشكاله، خلال دراستهم بالمؤسسات التربوية من الابتدائي إلى غاية الثانوي. وأكدت في هذا الإطار، أن فئة الذكور كانوا أكثر عرضة للعنف، بنسبة 25 ,81 بالمائة من مجموع المستجوبين. في حين احتل الطور الابتدائي المرتبة الأولى في تسجيل حالات الاعتداء على التلاميذ، بنسبة 39 بالمائة، يليه الطور المتوسط ثم الثانوي. وأضافت صاحبة الدراسة أن أغلبية التلاميذ يشتكون من تعرضهم للعنف على يد الأساتذة، بنسبة 78 بالمائة، ثم يأتي بعدها المراقب العام ومدير المؤسسة.
واعتبرت الدراسة بأن أغلب أشكال العنف التي تقع على التلاميذ تتمثل في العنف اللفظي بمختلف أنواعه، خاصة ما تعلق بالشتم والكلمات الجارحة، وذلك بنسبة 60 بالمائة، في حين يمثل العنف الجسدي نسبة 29 بالمائة، والعنفان معا نسبة 10 بالمائة. كما أوضحت السيدة عميرة، من جهة أخرى، بأنها توصلت من خلال دراستها هاته، إلى كون التلاميذ في ولايات الشرق يتعرضون أكثر لأعمال العنف داخل المؤسسات التعليمية، عكس ما هو حاصل بولايات الجنوب والغرب والوسط. وأرجعت ذلك إلى الصرامة التي يعتمدها الأساتذة والمدراء في التعامل مع هذه الفئة. مؤكدة في نفس السياق بأن أبناء الإطارات لا يتعرضون للعنف في الأطوار الأولى، وغالبا ما يشتكون من الاعتداءات في الطور الثانوي، على عكس أبناء العاطلين.