ALGERIE/Ensemble pour la non-violence
   
 
  العنف التربوي بين الأسرة والمدرسة
Contenu de la nouvelle page
العنف التربوي بين الأسرة والمدرسة



إن العنف التربوي من المواضيع المهمة التي شغلت الباحثين والعلماء فيالتربية الحديثة، لما له من آثار وخيمة على تكوين وتكامل شخصية الإنسان، حيث يعملعلى هدم وتشويه الشخصية عند الأطفال، ويساهم في تعطيل طاقات العقل والتفكير

مفهوم العنف التربوي؟ ‏

يتمثل العنف التربوي بسلسلة من العقوبات الجسديةوالمعنوية المستخدمة في تربية الأطفال والتي تؤدي بهم إلى حالة من الخوف الشديدوالقلق الدائم، وإلى نوع من العطالة النفسية التي تنعكس سلباً على مستوى تكيفهمالذاتي والاجتماعي ويتم العنف التربوي باستخدام الكلمات الجارحة التبخيسية واللجوءإلى سلسلة من مواقف التهكم والسخرية والأحكام السلبية إلى حد إنزال العقوباتالجسدية المبرحة بالطفل والتي من شأنها أن تكون مصدر تعذيب واستلاب كامل لسعادةالأطفال في حياتهم المستقبلية. ‏ ‏

* تربية التسلط ‏:

لا يمكن أن أتصور وجود الأسرة التي تسعى إلى تدمير الحياةالنفسية لأطفالها أو إلى تعذيبهم معنوياً، فكيف نستطيع تفسير ظاهرة العنف، وتربيةالتسلط السائدة في بعض الأوساط الاجتماعية؟ ‏

إن العنف التربوي لا يعد غاية بحد ذاته، بل هو وسيلةنعتمدها من أجل توجيه الأطفال وتربيتهم وفقاً لنموذج اجتماعي وأخلاقي حددناه منذالبداية. إن اللجوء إلى العنف التربوي والى التسلط في العملية التربوية يعود إلىأسباب اجتماعية ونفسية وثقافية متنوعة تدفعنا إلى ممارسة ذلك الأسلوب. ‏

1­ الجهل التربوي بتأثير أسلوب العنف، يحتل مكانالصدارة بين الأسباب، ولو أدرك الآباء والأمهات ما لأسلوب التسلط من آثار

سلبية على شخصية الطفل ومستقبله فإنهم مما لاشك فيه،تجنبوا ما أمكنهم استخدام ذلك الأسلوب، فالوعي التربوي والنفسي

بأبعاد هذه المسألة أمر حيوي وأساسي في خنق ذلك الأسلوبواستئصاله. ‏

2­ إن أسلوب التسلط يعد انعكاساً لشخصية الأبوالأم بما في ذلك جملة الخلفيات التربوية والاجتماعية التي أثرت عليهم في

طفولتهم. أي انعكاس لتربية التسلط التي عاشوها بأنفسهمعندما كانوا صغاراً. ‏

3­ إن ما يعزز استخدامالإكراه والعنف في التربية، الاعتقاد بأنه الأسلوب الأسهل في ضبط النظام والمحافظةعلى الهدوء، ولا يكلف

الكثير من العناء والجهد. ‏

4­ بعض الأسر تدرك التأثير السلبي للعقوبةالجسدية وتمتنع عن استخدامها، لكن ذلك لا يمنعها من استخدام العقاب المعنوي من

خلال اللجوء إلى قاموس من المفردات النابية ضمن إطارالتهكم والسخرية والاستهجان اللاذع، والعقوبة المعنوية أثرها في

النفس أقوى من العقوبة الجسدية بكثير. ‏

5­ إن الظروف الاجتماعية الصعبة التي تحيطبالوالدين في إطار العمل وإطار الحياة الاجتماعية قد تؤدي إلى تكوين شحناتانفعالية

يتم تفجيرها وتفريغها في إطار الأسرة، وكل ذلك ينعكسسلباً على حياة الأطفال وعلى نموهم الاجتماعي والنفسي. وباختصار

يمكن أن نقول: إن العوامل والأسباب التي تدفع إلى استخدامالعنف والإكراه، متعددة بنوع الحالات وتنوع الأسر والبيئات الاجتماعية.



* ما هي الآثار الناجمة عن العنف في تربية الأطفال؟ ‏

إن الهدف من التربية عملياً هو تحقيق النمو والتكاملوالازدهار في شخصية الإنسان ومما لاشك فيه أن الطفل يتشكل وجدانياً وعقلياً وجسدياًفي إطار الأسرة بالدرجة الأولى، وإن علماء النفس والتربية يجمعون على التأثيرالحاسم للتربية في السنوات الأولى من عمر الطفل ويذهب بعضهم للقول بأن سمات وخصائصالشخصية تتحدد في السنوات الخمس الأولى من عمر الطفل. والعلاقة بين الطفل والأسرةتتم من خلال الإحساس الجسدي أولاً، ثم تصبح الكلمة هي المحور الأساسي للعلاقةوبالتالي تتطور هذه العلاقة إلى مستوى الإيحاء والموقف وغير ذلك. والطفل ينظر إلىنفسه وفقاً لنظرة الآخرين إليه. ويقوم نفسه كما يقومه الآخرون وفي كل الأحوال فإنالعقوبة الجسدية والمعنوية تمثل عوامل هدم وتشويه للشخصية عن الأطفال، كأن تؤدي إلىفقدان الثقة بالذات وانعدام المسؤولية، وتعمل على تعطيل طاقات العقل والتفكيروالإبداع لديهم. ‏ ‏

* ظاهرة العنف مدرسياً :‏

إن الأنظمة التربوية في إنحاء العالم كلها تتبنى نظرياًالمبادئ التربوية الحديثة وتسعى إلى تطبيقها في إطار المدرسة، وبالطبع فإن القوانينالناظمة للعمل التربوي في المدرسة تمنع استخدام الضرب والعنف في المدارس، ومع ذلكفإن المسألة تبقى نسبية، فاللجوء إلى أسلوب العنف في المدرسة ظاهرة دولية، وتشتدهذه الظاهرة في البلدان النامية بينما تكاد تختفي في البلدان المتقدمة. طبعاً يوجدالعديد من المنظمات الدولية والإقليمية التي تسعى إلى محاربة هذه الظاهرة وعلىالرغم من ذلك فإن بعض المعلمين وبتأثير من خلفياتهم الثقافية والتربوية يلجأون إلىأسلوب العنف في تعاملهم مع التلاميذ وذلك للأسباب التالية:

‏ 1­ بعض المعلمين ينتمون إلى أوساط اجتماعيةتعتمد التسلط والإكراه في التربية وهم في المدرسة يعكسون حالتهم هذه. ‏

2­ بعض المربين لم تسنح لهم فرصة الحصول علىتأهيل تربوي مناسب. أي أنهم لم يتابعوا تحصيلهم في معاهد دور المعلمين أو كليات

التربية، فهم بذلك لا يملكون وعياً تربوياً بطرق التعاملمع الأطفال وفقاً للنظريات التربوية الحديثة. ‏

3­ المعلم بشكل عام يعيش ظروفاً اجتماعية تتميزبالصعوبة الحياتية، إضافة إلى الهموم والمشكلات اليومية التي تجعله غير قادر علىالتحكم

بالعملية التربوية، إذ يتعرض للاستثارة السريعةوالانفجارات العصبية أمام التلاميذ. ‏

4­ إن الأبحاث التربوية المعنية بدراسة العلاقةالتربوية بالمدرسة تؤكد بأن المعلم المتسلط هو المعلم الذي يتحقق لديه مستوىالكفاءة العلمية

والتربوية معاً. لكن هذه النظرة في الوقت الحاضر أصبحتخاطئة فإن المعلم الديمقراطي هو المعلم المتمكن والمؤهل وهو وحده الذي

يستطيع أن يعتمد على الحوار الموضوعي في توجيه طلابهوتعليمهم ، دون اللجوء إلى العنف. ‏

5­ المعلم الذي يستخدمالاستهجان والتبخيس والكلمات النابية، فإنه يكرس العنف ويشوه البيئة النفسيةللطالب، والمدرسة عندما تتبع هذه
الأساليب من عنف وإكراه وإحباط إزاءالتلاميذ تكون بمنزلة مؤسسة لتدمير الأجيال وإخفاقهم في كلالمجالات.
Bouton "J'aime" de Facebook
 
 
vous etes deja 372579 visiteurs (965504 hits) Ici!
حمعية “معا ضد العنف” Ce site web a été créé gratuitement avec Ma-page.fr. Tu veux aussi ton propre site web ?
S'inscrire gratuitement