ندوة حول العنف المدرسي
le 22.05.2009 a alger
لبناء مدرسة عمومية مواطنة
دورة التكوينيةالتي تتطرق إلى ظاهرة أصبحت تشكل في الآونة الأخيرة قلقا اجتماعيا حقيقيا وتربويا،ظاهرة تشغل بال المتخصصين في التربية على الصعيد العالمي حيت قامت العديد من الدول بإجراء مجموعة من الدراسات لفهم العنف المدرسي التي تؤتر بشكل كبير على العلاقة بين مكونات العملية التعليمية التعلمية –( عنف بين التلاميذ والأساتذة و الإدارة التربوية ).
وهو ما يقودنا لطرح مجموعة من الأسئلة؟
1. ما هي التفسيرات الاحتمالية التي يمكن إعطائها لهذه الظاهرة؟
2. هل مرد ذلك لعوامل نفسية اجتماعية تتحمل فيها الأسرة مسؤولية كبرى من جراء نمط المعاملة؟
أم لعوامل بيداغوجية تربوية لها علاقة بسوء تدبير التعلمات لدى المتعلمين، وضعف اندماجهم مع مختلف الأوساط السوسيوثقافية؟
لقد أجمعت عدة دراسات سوسيولوجية ونفسية أن العنف بنوعيه الرمزي والمادي ظاهرة اجتماعية لها أسباب ومسببات نفسية اجتماعية أبرزها القهر الاجتماعي والاقتصادي، وأن التصدي لها رهين بالتربية والتنشئة الاجتماعية القائمة على تكوين النشء الصاعد على التسامح والتفاهم والحوار ونبد العنف بأشكاله المتعددة من خلال إشاعة ثقافة التسامح والحوار والاختلاف في المقررات الدراسية والتعريف بالحقوق والواجبات وتكريس ثقافة الدفاع عن المصلحة العامة لأنها المدخل الحقيقي لنبذ العنف بأشكاله المادية والرمزية.
فالحياة المدرسية هي صورة مصغرة للحياة الاجتماعية محددة في الزمان والمكان –الزمن المدرسي/ فضاء المؤسسة ومحيطها، وتكاد الحياة المدرسية الزمنية التي يعيشها التلاميذ داخل المؤسسات التعليمية تشابه إلى حد كبير الحياة الاجتماعية في تفاعلاتها وانجداباتها وتأثيراتها السلوكية والاجتماعية والثقافية على نفسية الفرد والمتعلم، فالمدرسة
باعتبارها صورة عاكسة لتمظهرات المجتمع، نجد الفضاءات لم تنج هي الأخرى من بعض أشكال العنف ( عنف مادي تكسير النوافذ ممتلكات المؤسسات التعليمية كتابة على جدران المراحيض السب والشتم في حق الأستاذ أو هما معا.)..
لقد ذهبت بعض الدراسات والابحات إلى إبراز حجج مادية ومعنوية قائمة على عقم المؤسسات التربوية وإلى إبراز اختلالات بين علائقية عميقة ومساهمة المدرسة الإرادية وغير الإرادية في الدفع بالمتعلمين واليافعين إلى ممارسة سلوكات عدوانية كشكل من أشكال التعويض عن الحرمان والقهر النفسي الممارس عليهم نتيجة ضعف دمقرطة الشأن التربوي التكويني وعدم ترسيخ قيم التكافؤ في فرص التعليمية وتهميش حقوق التلاميذ سواء تعلق الأمر بالحق في التعلمات وتهميش الحياة المدرسية وانعدام الأنشطة الموازية مما يساهم بشكل قوي في بروز مجموعة من التصرفات العدوانية تبتعد عن طبيعة القيم المراد إكسابها للمتعلم للمساهمة في بناء مجتمعه.
وهو ما يطرح رهانا أكبر على المدرس والمسؤول التربوي لتحلي باليقظة والحزم، وروح المسؤولية والمواطنة، ومعالجة المشاكل بطرق ديمقراطية مبنية على الايخاء والتسامح.
إن تلاميذ مؤسساتنا في حاجة إلى تواصل حقيقي وإلى من يفهم مشاكلهم وحاجاتهم التي لا يجدونها في المقررات الدراسية، ذلك أن العملية التربوية ليست تلقين التعلمات والمناهج بل إنها عملية متكاملة تسعى إلى تحقيق النمو والازدهار .
أخواتي إخواني،
إن الدور الأساس للمدرسة يتمثل في توفير المناخ التربوي والاجتماعي المناسب للتنشئة المتكاملة والمتوازنة للمتعلمين، وإكسابهم الكفايات والقيم التي تؤهلهم للاندماج الفاعل والإيجابي في الحياة وترجمة تلك القيم والاختبارات إلى ممارسات سلوكية في حياتهم العادية، سواء داخل فضاء المؤسسة أو خارجها.
وحينما نتحدث عن مواجهة التربية للمظاهر اللامدنية فإن تلك المواجهات يجب أن تتخذ أشكالا متعددة ومتنوعة يساهم الطفل المراهق المتعلم فيها للتصدي لتلك المظاهر من خلال إشراكه في مختلف أنشطة الحياة المدرسية من حيث الإعداد والتنظيم والمساهمة، سواء أكانت هذه الأنشطة رياضية ثقافية أو فنية لتمكينه من بناء شخصيته معرفيا ووجدانيا ولتمكينه من إظهار ميولا ته وقدراته وإمكاناته وإشباع حاجاته، وتعريفه بواجباته ومسؤولياته وترسيخ السلوك السوي لديه.
من هذا المنطلق تأتي هذه الدورة التكوينية الثانية لمراسلات ومراسلي التضامن الجامعي المغربي لإقليم الجديدة لفتح نقاش بناء وصريح لبناء مدرسة عمومية مواطنة ، من خلال هذا اللقاء المفتوح الذي تقدمها لنا ,
|