ALGERIE/Ensemble pour la non-violence
   
 
  بداية لـ «التسييس المدرسي»..

العدد 1141 الاثنين 10 ربيع الثاني 1430 هـ - 6 أبريل 2009 
تباينت توصيفاتها ما بين «التخريب» و«العنف» و«البطولة»

العنف بالمدارس: بداية لـ «التسييس المدرسي».. أم مجرد وسيلة حادة للتعبير؟
الوقت - رباب أحمد:
أبدى مسؤولون وباحثون وطلبة توصيفات متباينة لأعمال العنف التي شهدتها بعض المدارس في الفترة القليلة الماضية. وبلغت ذروتها بدخول قوات الأمن إلى مدرسة النعيم الثانوية للبنين في 29 مارس/ آذار الماضي، واستخدام مسيلات الدموع. بعدما امتد احتجاج الطلبة إلى خارج أسوار المدرسة، وإحراقهم حاوية القمامة القريبة من المدرسة، إلى جانب تكسير بعض أثاث المدرسة.
وفيما اعتبرت وزارة التربية والتعليم تلك الأحداث ‘’تخريبية’’ ووصفها اجتماعيون بـ ‘’أعمال عنف’’، وصنفها الطلبة القائمون عليها بـ ‘’البطولية الساعية للحريات’’. طالبت منسق برنامج العلوم الاجتماعية بجامعة البحرين دنيا أحمد الحكومة ‘’إيجاد نواد موجهة من قبل متخصصين، لكي لا يتم استغلال طاقات الطلبة بالصورة السلبية التي تجري الآن’’.
ويشار في هذا الصدد إلى أنه كان قد جرى تداول رسالة موقعة من ‘’لجنة حقوق الطالب’’، جاء فيها ‘’في ظل التوتر والتدهور الأمني الحاصل في البلد واستنكاراً على اعتقال متهمي ‘’الحجيرة’’ وعلى رأسهم قادة ‘’حق’’، نهيب بإخواننا الطلبة في جميع المدارس الثانوية بتنظيم اعتصامات ومسيرات سلمية ابتداء من الأحد 21 فبراير/ شباط ,2009 أثناء وقت الفسحة بساحات المدارس’’.
الشيخ هشام: هذه الأعمال جريمة في حق الطلبة والوطن
اعتبر وكيل وزارة التربية والتعليم للموارد والخدمات الشيخ هشام بن عبدالعزيز آل خليفة ‘’اقحام الطلبة في الأعمال الطائشة لا يخدم الطلبة بأي شكل، كما أنه جريمة في حق مستقبلهم ومستقبل الوطن’’.
وأضاف الشيخ هشام في تصريح لـ ‘’الوقت’’ أنه ‘’من السهل التأثير على الطلبة في هذه المرحلة العمرية، فهم يمثلون أرضية خصبة للتأثير الفكري، من قبل حركة خارجة عن السياق الطبيعي في المجتمع البحريني تحمل أجندة، لا تصب في مصلحة الطالب، وتؤثر على التحصيل الدراسي للطلبة الآخرين غير المشتركين في هذه الأعمال، المشوهة للبيئة المدرسية’’، حسب تعبيره.
وطالب الشيخ هشام ‘’ضرورة تضافر المجتمع مع أنظمة وقوانين الوزارة الرافضة لهذه الأعمال، لإبعاد الطلبة عن التورط في هذه الأعمال، والاهتمام بدلا منها بالتحصيل العلمي، وتنمية القدرات العقلية والعلمية’’.
وكانت وزارة التربية والتعليم وعبر إدارة العلاقات العامة، قد أكدت في تصريح سابق لـ ‘’الوقت’’ على تعامل الطاقم الإداري والتعليمي بالمدارس التي شهدت الاحتجاجات في 24 من مارس/ آذار الماضي - وهو يوم محاكمة متهمي الحجيرة - ‘’من منطلق تربوي، انتظمت على إثره عودة الطلبة لصفوفهم بصورة طبيعية’’.
بيد أن مصادر طلابية متواجدة في موقع الحدث أكدت لـ ‘’الوقت’’ على استمرار الاضطرابات داخل المدارس، حتى نهاية اليوم الدراسي.
تعطيل الدراسة
في الشأن ذاته، رفض عدد من أولياء أمور طلبة المدارس التي تشهد هذه الأعمال، مثل هذه التصرفات ‘’المعطلة للدراسة’’ لاسيما مع اقتراب امتحانات منتصف الفصل الدراسي.
وطالب أولياء الأمور وزارة التربية والتعليم ‘’التدخل في الأمر عن طريق المحاضرات التوعوية بأهمية الحفاظ على أمن المدرسة، وعدم استخدام الوسائل غير السلمية في التعبير عن الرأي سواء داخل أو خارج المدرسة، لما لها من تأثير سلبي على مستقبلهم’’.
ورأى أولياء الأمور أنه ‘’لا يجب إشراك طلبة المدارس في الشأن السياسي’’.
الوفاق ترفض أسلوب العنف والطلبة يعتبرونه تعبيراً
استنكرت جمعية الوفاق في بيان لها هذه الأعمال، وفي المقابل دعت وزارة الداخلية إلى عدم استخدام ما أسمته ‘’أسلوب المواجهة والعنف’’ في المدارس. فيما أكد بيان لجمعية العمل الإسلامي ‘’أمل’’ حول الشأن ذاته، على ‘’سلمية المسيرات الطلابية’’، وشجب ‘’التصعيد الخطير الذي قامت به الداخلية في المدارس’’.
وفيما الأمر كذلك. رأى الطلبة القائمون على هذه الأعمال ما يقومون به، مساندة لمتهمي قضية ‘’الحجيرة’’، منوهين إلى أنه ‘’أسلوب مشروع للتعبير عن الرأي حول الظروف التي تعيشها البلاد’’.
بل زاد الطلبة في هذا التوجه الذي اعتبروه من خلال المواقع الإلكترونية التي يبثون فيها رسائلهم ودعواتهم ‘’بطولة تحسب لصالح حركات تحرر الشارع البحريني نحو الحرية’’، على حد تعبيرهم.
المطالبة بالحقوق بطريقة غير سلمية
رأت منسق برنامج العلوم الاجتماعية بجامعة البحرين دنيا أحمد في غياب النوادي والمنظومات التي يستطيع من خلالها الشباب تفريغ طاقاتهم بالصورة الصحيحة ‘’سبباً وراء الأعمال التخريبية المولدة للعنف المستقبلي لدى الطلبة’’.
ولفتت أحمد في تصريح لـ ‘’الوقت’’ إلى ‘’انضمام هؤلاء الطلبة تحت مظلة جماعات فكرية تقف وراء قيامهم بهذه الأعمال، ولا يمكن تبرئة هذه الجماعات لأنها إما نقلت لهم رسائل تحريضية لاتباع طرق غير سلمية للمطالبة بالحقوق، أو فشلت في إرسال رسالتها حول طريقة المطالبة السلمية للحقوق’’.
البقالي: ننتظر موافقة «التربية» لدراسة العنف بالمدارس
رفض رئيس جمعية ‘’دعم الطالب’’ محمد البقالي اعتبار ما يحدث في المدارس أعمال ‘’تخريب’’، وصنفه على أنه ‘’عنف’’. مشددا على أن اعتبار الأحداث الحاصلة في المدارس تخريبا، ‘’إهانة لما تقوم به وزارة التربية والتعليم من مجهودات تربوية وتعليمية للطلبة’’.
وأشار البقالي إلى أن ‘’الجمعية بانتظار موافقة وزارة التربية والتعليم للقيام بدراسة حول ظاهرة العنف في المدارس’’، مضيفا أن ‘’الجمعية رفعت رسالة إلى الوزير ماجد النعيمي في 5 مايو/ أيار 2008 للتصريح ببدء الدراسة، والتي شُكل لها فريق متكامل’’.
من يقف وراء تنظيم هذه الأعمال؟
برزت لجنة حقوق الطالب التي تذيل نداءات الاعتصامات باسمها في الفترة الأخيرة عبر المنتديات الإلكترونية المعنية بتناول الشأن المحلي، وبرزت مع دعوات الطلبة في الفصل الدراسي الأول لهذا العام الدراسي، بتأجيل امتحانات نهاية الفصل إلى ما بعد الأيام العشرة الأوائل من محرم، وحشدت اللجنة توقيع 2500 طالب من مدارس البنين، في عريضة كانت تحاول رفعها لوزارة التربية والتعليم، وفق البيانات التي نشرتها اللجنة في المواقع الإلكترونية.
ويوجه البعض أصابع الاتهام إلى حركة حق ‘’غير المرخصة’’ في الوقوف وراء هذه الأعمال في المدارس، ويشيرون إلى دورها في ‘’تعبئة’’ الطلبة للقيام بهذه الأعمال.
بيد أن مسؤول مكتب حقوق الإنسان في الحركة عبدالجليل السنكيس، نفى في تصريح لـ ‘’الوقت’’ أن تكون الحركة وراء هذا التنظيم، لافتا إلى ‘’عدم تضمن بيانات وخطابات الحركة الدعوة للقيام بمثل هذه الأعمال في المدارس’’.
واعتبر السنكيس. ما يحدث في المدارس ‘’رد فعل للتداعيات التي تحصل في البلاد، نتيجة حالة الاحتقان’’.
السعيدي يطالب بحراس أمن حول المدارس
رأى النائب جاسم السعيدي أن من يقف وراء هذه الأعمال ‘’خلايا نائمة تلبس عباءة مظلمة تدعي أن في ذلك حلا للقضايا السياسية’’، داعيا إلى ‘’تضافر الجميع شعباً وحكومة للبحث عنهم وإخراجهم من البلاد،أما الطلبة فليس لهم ذنب أبدا’’، وفق ما قال.
وأضاف السعيدي ‘’هذه الفئة العمرية تريد التحفيز والنشاط لحب الظهور، ومن يقف وراء دسهم للقيام بهذه الأعمال يصور لهم أن ما يقومون به يجعل منهم أبطالاً منشدين الحرية’’، مطالبا وزير التربية ‘’الحفاظ على الوسائل التعليمية من هذه الأعمال، عن طريق تخصيص أجهزة أمن على أسوار المدارس التي قد تحصل فيها أعمال العنف، لمنع وقوعها’’.
 
Bouton "J'aime" de Facebook
 
 
vous etes deja 384356 visiteurs (985259 hits) Ici!
حمعية “معا ضد العنف” Ce site web a été créé gratuitement avec Ma-page.fr. Tu veux aussi ton propre site web ?
S'inscrire gratuitement