أسباب العنف الطلابى فى المدارس
| تاريخ النشر:يوم الثلاثاء ,10 مارس 2009 12:16 أ.م.
|
|
لقد أصبحت ظاهرة العنف الطلابي الهاجس الذي يؤرق كثيراً من الأسر والتربويين، حيث أصبحت تلك الظاهرة تتفاقم في كثيرمن الدول بسبب المشاهد التي تبثها وسائل الإعلام عن العنف والشغب بين طلاب المدارس وأمام هذه الظاهرة الخطيرة التي بدأت تتنامى في كثير من الدول، لا بد من معرفة ما هو العنف إنه كل تصرف غير مسؤول يؤدي إلى إلحاق الأذى بالآخرين، وقد يكون الأذى جسدياً أو نفسياً، فالسخرية والاستهزاء بالآخرين، وفرض الآراء بالقوة واسماعهم الكلمات الجارحة وتشير الموسوعة العلمية إلى أن مفهوم العنف يعني كل فعل يمارس من طرف جماعة أو فرد ضد أفراد آخرين عن طريق التعنيف قولاً أو فعلاً وهو فعل عنيف يجسد القوة المادية أو المعنوية، فهو كل تصرف يؤدي إلى إلحاق الضرر بأحد عناصر المدرسة الرئيسية سواء أكان الطالب أو المعلم أو ممتلكات المدرسة، ذلك من أخطر أشكال العنف حيث يكون على أشكال عديدة، جسديا أو لفظياً أو تخريب للممتلكات المدرسية سواء من قبل الطلاب أو من قبل المعلمين، وشكل العنف المدرسي ظاهرة في بعض البلدان – حيث تبلغ نسبة الطلاب الذين يمارسون العنف في بعض البلدان العربية نسبة 30% ، وفي بلدان أخرى نسبته 35% ، وفي الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية فإنها تتعدى نسبة 60% من طلاب المدارس يمارسون العنف المدرسي بأشكاله المختلفة. لهذا يمكن القول ان المدرسة المعاصرة فقدت اليوم مركزها التربوي والاجتماعي، ألم تكن المدرسة في الماضي تشارك وتساهم بفعالية في تكوين السلوك السوي فما الدوافع وراء ذلك هل المناهج افتقدت القيم التي تدعم الوعي الأمني في النشء، فهناك كثير من الدراسات تشير إلى الأسباب التي تؤدي إلى وقوع العنف من المنظور التربوي منها عدم تقدير واحترام الطالب وإذلال الطالب وإهانته أمام الآخرين وعدم مراعاة الفروق الفردية وعدم ملاءمة المناهج الدراسية لاحتياجات الطلاب وغياب دور الأسرة في تربية الأبناء (التفكك الأسري) وسائل الإعلام وبثها البرامج الساقطة
لكننا والحمد لله في دولة قطر ننعم بالأمن والأمان، وأعتقد من وجهة نظري ومن موقع عملي كتربوي بأن العنف في المدارس القطرية لا يمثل ظاهرة مخيفة مقارنة بالدول الأخرى، وإن كان هناك بعض العنف ولكن ليس بالأرقام التي تؤرق المجتمع، وهذا يعود إلى أسباب كثيرة منها ترابط المجتمع إلى حد كبير والظروف الاقتصادية الممتازة التي يعيشها أفراد المجتمع والإجراءات الأمنية التي تطبقها الدولة ووجود المؤسسات التي تقوم بنبذ مثل هذه التصرفات، وتقدم العلاج الوقائي من ندوات، محاضرات، برامج تأهيل، واعتقد أن الوازع الديني لدى الشباب من الأسباب المباشرة للقضاء على العنف، وبهذا تسود الحياة المدرسية في جو من الهدوء والطمأنينة والتسامح والحب والتعاون، أن علاج المشكلة يبدأ أولاً بالحب والرحمة لأبنائنا، ثم بعد ذلك وضع الحلول مثل (برامج التوعية بقيمة الذات) للطلبة، وذلك من خلال وضع المناهج التي تبصر الطالب بقيمة ذاته، وتنظيم الدورات التدريبية المتخصصة لكل من يتعامل مع الطلبة بشكل مباشر أو غير مباشر وذلك حتى يمتلك الأدوات اللازمة لاحتواء تلك النوعية من الطلبة، الحرص على ضرورة جعل البيئة المدرسية بيئة آمنة جاذبة، لا بيئة منفرة تسبب للطالب القلق والخوف والملل والنفور.
ثامر سعيد الأحمرى
|
Contenu de la nouvelle page |