ALGERIE/Ensemble pour la non-violence
   
 
  العنف المدرسي جواد دويك
 
 
 
العنف المدرسي
جواد دويك
مارس 2000
 
مقدمة:
إن ظاهرة العنف بشكل عام في الأطر المختلفة تعد من أكثر الظواهر التي تسترعي اهتمام الجهات الحكومية المختلفة من ناحية والأسرة النووية من جهة أخرى. نواجه في الآونة الأخيرة في دول غربية تطوراً ليس فقط في كمية أعمال العنف وإنما في الأساليب التي يستخدمها الطلاب في تنفيذ السلوك العنيف كالقتل والهجوم المسلح ضد الطلاب من ناحية والمدرسين من الناحية الأخرى.
العنف كما عرف في النظريات المختلفة: هو كل تصرف يؤدي إلى إلحاق الأذى بالآخرين، قد يكون الأذى جسمياً أو نفسياً. فالسخرية والاستهزاء من الفرد وفرض الآراء بالقوة وإسماع الكلمات البذيئة جميعها أشكال مختلفة لنفس الظاهرة.
الاهتمام والالتفات إلى ظاهرة العنف كان نتيجة تطور وعي عام في مطلع القرن العشرين بما يتعلق بالطفولة، خاصةً بعدما تطورت نظريات علم النفس المختلفة التي أخذت تفسر لنا سلوكيات الإنسان على ضوء مرحلة الطفولة المبكرة وأهميتها بتكوين ذات الفرد وتأثيرها على حياته فيما بعد، وضرورة توفير الأجواء الحياتية المناسبة لينمو الأطفال نمواً جسدياً ونفسياً سليماً ومتكاملاً. كما ترافق مع نشوء العديد من المؤسسات والحركات التي تدافع عن حقوق الإنسان وحقوق الأطفال بشكل خاص، وقيام الأمم المتحدة بصياغة اتفاقيات عالمية تهتم بحقوق الإنسان عامة وحقوق الطفل خاصة، فاتفاقية حقوق الطفل تنص بشكل واضح وصريح بضرورة حماية الأطفال من جميع أشكال الإساءة والاستغلال والعنف التي قد يتعرضون لها ( المادة 32، اتفاقية حقوق الطفل ) وهذا يشير إلى بداية الاهتمام بالطفل على أنه إنسان له كيان وحقوق بحد ذاته وليس تابع أو ملكية لأحد مثل العائلة.
أما في الآونة الأخيرة فلقد زاد الاهتمام بموضوع العنف في إسرائيل كما في كثير من دول العالم نتيجة زيادة حدة العنف بأشكاله المختلفة اتجاه الأطفال والتي وصلت إلى مستويات مقلقة حيث يصعب علينا السيطرة عليها الآن ( لوجسي، 1991؛  روكح، 1995)، وفي إسرائيل الاهتمام بظاهرة العنف بدأ عندما قدمت تمار هوربتس و منحم أمير عام 1981 بحثاً لوزارة المعارف والثقافة يشيران به إلى ضرورة التصدي لظاهرة العنف المنتشرة في جميع المراحل التعليمية، اتجاه المعلمين والطلاب وممتلكات المدرسة، ولكن في تلك الآونة تم إهمال الموضوع حتى صيف 1986 حيث قامت مجموعة من الأحداث بممارسة العديد من أعمال العنف التي على أثرها قررت وزارة المعارف والثقافة تشكيل لجنة لوضع الخطط والتوصيات لكيفية التصدي لهذه الظاهرة، وقد خلصت اللجنة إلى إصدار منشور عام يمنع استخدام العنف في المدارس ويفرض العقوبات على كل من يستخدم العنف، وكذلك ضرورة إقامة دورات استكمال وإصدار نشرات وكتيبات إرشادية في هذا الموضوع ( وزارة المعارف والثقافة، 1989).
مواقف الأديان من قضية العنف:
العنف في الإسلام
من خلال تفحصي لرؤية الإسلام للعنف وجدت أن الإسلام يتعامل مع مفهوم العنف والعقاب على أنهم مفهومين منفصلين ومختلفين، فينبذ العنف ويدعو إلى الرفق والعطف والتسامح ومقابلة السيئة بالحسنة حيث يقول رسول الله ( ص ) " صل من قطعك، وأحسن إلى من أساء إليك، وقل الحق ولو على نفسك، عد من لا يعودك، وأهد لمن لا يهدي لك" 1، ويقول أيضاً " اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن" 2، وفيما يتعلق بالعنف الكلامي فالإسلام يرفضه رفضاً قاطعاً ويطالب بعدم الاستهزاء والاستهتار بالآخرين، وهذا واضح من قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم و لا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن، و لا تلمزوا أنفسكم ولا تلامزوا بالألقاب، بئس الاسم الفسوق بعد الأيمان ومن لم يثب فأولئك هم الظالمون" ( سورة الحجرات، آية 11 ).
هذا من جهة، ومن جهة أخرى يعتبر الإسلام العنف الجسدي على أنه نوع من أنواع العقاب وانه وسيلة تربوية فيذكر ( جبر، 1999، ص30-34 ) " العقاب هو نوع من أنواع التربية ويستخدم لكف سلوك غير مرغوب فيه أو يكون لتأديب إنسان أو ردعه عن ظلم الآخرين "، فنجد من ذلك إجازة باستخدام العقاب بشكل عام ويصل إلى العقاب البدني وهذا ما أكد عليه ( صبري، 1999، ص41-42 ) مشيراً إلى إمكانية استخدام العنف الجسدي على أن يكون غير مبرح أو ضرب غير شديد وغير مؤلم.
العنف في المسيحية - العهد الجديد
يرفض الدين المسيحي أي نوع من أنواع العنف سواءً التعذيب الجسدي أو المعنوي، القتل، الانتحار المتعمد، الوأد، بتر الأعضاء … الخ، ويدعو إلى مسامحة المعتدي والمحبة كما يحث على احترام الشخص الإنساني والنفس الإنسانية ( الفاخوري، 1992؛ خوري، 1999) فيقول السيد المسيح " الحق أقول لكم بما أنكم فعلتموه بأحد أخوتي هؤلاء الأصاغر فبي فعلتم" ( متى 25: 40 ). كما يذكر ( خوري، 1999)  " أن السيد المسيح قد رفض الغضب والعنف على أنواعه الجسدي والكلامي قائلاً لنا سمعتم أنه قيل لآبائكم: لا تقتل، فمن قتل يستوجب حكم القاضي، أما أنا أقول لكم من غضب على غيره باطلاً أستوجب حكم القاضي، ومن قال لغيره، يا أحمق أستوجب حكم المجلس، ومن قال له: يا جاهل أستوجب نار جهنم" ( متى 5: 21).
 وبذلك نرى تصريح واضح وصريح على لسان المسيح عليه السلام بضرورة عدم استخدام العنف، وهذا ما يؤكده تصرف السيد المسيح مع بطرس أيضاً عندما أراد أن يستخدم العنف دفاعاً عنه قال له " أغمد سيفك، فكل من يأخذ بالسيف، بالسيف يهلك " ( متى 26: 52 ).
أسباب ظاهرة العنف في المدارس:
العملية التربوية مبنية على التفاعل الدائم والمتبادل بين الطلاب ومدرسيهم. حيث أن سلوك الواحد يؤثر على الآخر وكلاهما يتأثران بالخلفية البيئية، ولذا فإننا عندما نحاول أن نقيم أي ظاهرة في إطار المدرسة فمن الخطأ بمكان أن نفصلها عن المركبات المختلفة المكونة لها حيث أن للبيئة جزءاً كبيراً من هذه المركبات.
(حزان، 1996) عرضت أهم الأسباب التي تقف وراء ظاهرة العنف:
1) طبيعة المجتمع الأبوي والسلطوي: رغم أن مجتمعنا يمر في مرحلة انتقالية، إلا أننا نرى جذور المجتمع المبني على السلطة الأبوية ما زالت مسيطرة. فنرى على سبيل المثال أن استخدام العنف من قبل الأخ الكبير أو المدرس هو أمر مباح ويعتبر في إطار المعايير الاجتماعية السليمة، وحسب النظرية النفسية- الاجتماعية فإن الإنسان يكون عنيفاً عندما يتواجد في مجتمع يعتبر العنف سلوكاً ممكناً، مسموحاً ومتفقاً عليه.
بناءً على ذلك تعتبر المدرسة هي المصب لجميع الضغوطات الخارجية فيأتي الطلاب المٌعنّفون من قبل الأهل والمجتمع المحيط بهم إلى المدرسة ليفرغوا الكبت القائم بسلوكيات عدوانية عنيفة يقابلهم طلاب آخرون يشابهونهم الوضع بسلوكيات مماثلة وبهذه الطريقة تتطور حدة العنف ويزداد انتشارها، كما في داخل المدرسة تأخذ الجماعات ذوات المواقف المتشابه حيال العنف شلل وتحالفات من أجل الانتماء مما يعزز عندهم تلك التوجهات والسلوكيات، فيذكر ( هوربيتس، 1995) " إذا كانت البيئة خارج المدرسة عنيفة فأن المدرسة ستكون عنيفة ".
تشير هذه النظرية إلى أن الطالب في بيئته خارج المدرسة يتأثر بثلاث مركبات وهي العائلة، المجتمع والأعلام وبالتالي يكون العنف المدرسي هو نتاج للثقافة المجتمعية العنيفة.
2) مجتمع تحصيلي: في كثير من الأحيان نحترم الطالب الناجح فقط ولا نعطي أهمية وكياناً للطالب الفاشل تعليمياً. الطالب الذي لا يتجاوب معنا. حسب نظرية الدوافع فالإحباط هو الدافع الرئيسي من وراء العنف، إذ أنه بواسطة العنف يتمكن الفرد الذي يشعر بالعجز ، أن يثبت قدراته الخاصة. فكثيراً ما نرى أن العنف ناتج عن المنافسة والغيرة. كذلك فإن الطالب الذي يعاقب من قبل معلمه باستمرار يفتش عن موضوع (شخص) يمكنه أن يصب غضبه عليه.
العنف موضوع واسع وشائك، هناك العديد من الأمور التي تؤثر على مواقفنا اتجاه العنف بحيث نجد من يرفض ومن يوافق على استخدام العنف لنفس الموقف، وهذا نابع من عدة عوامل كالثقافة السائدة والجنس والخلفية الدينية وغيرها، وبما أن الدين يعتبر عنصراً أساسياً ويلعب دوراً فاعلاً في حياة الأفراد، فمن الصعب تجاهل هذا العامل وتأثيره على قراراتنا ومواقفنا التربوية، لذا وددت أن أضع بين أيدي القارئ لمحة عن نظرة الدين الإسلامي والمسيحي للعنف، ليتسنى لنا فهم الخلفية الدينية والاجتماعية التي يأتي منها طلابنا.
3) العنف المدرسي هو نتاج التجربة المدرسية ( سلوكيات المدرسة ):
هذا التوجه يحمل المسئولية للمدرسة من ناحية خلق المشكلة وطبعاً من ناحية ضرورة التصدي لها ووضع الخطط لمواجهتها والحد منها، فيشار إلى أن نظام المدرسة بكامله من طاقم المعلمين والأخصائيين والإدارة يوجد هناك علاقات متوترة طوال الوقت، ومما يؤكد على ذلك أن ( كولمن ) لدى ( هروبتس، 1995) أستنتج من بحثه " أن السلوكيات العنيفة هي نتاج المدرسة " ( وزارة المعارف الثقافة، 1997 )، ويمكن تقسيمها إلى 3 مواضيع وهي:- علاقات متوترة وتغيرات مفاجئة داخل المدرسة، إحباط، كبت وقمع للطلاب، الجو التربوي.
v    علاقات متوترة وتغيرات مفاجئة داخل المدرسة:
تغيير المدير ودخول آخر بطرق تربوية أخرى وتوجهات مختلفة عن سابقه تخلق مقاومة عند الطلاب لتقبل ذلك التغيير، فدخول مدير جديد للمدرسة مثلاً، وانتخاب لجنة أهالي جديدة تقلب أحياناً الموازين رأساً على عقب في المدرسة، ترك المعلم واستبداله بمعلم آخر يعلم بأساليب مختلفة، عدم إشراك الطلاب بما يحدث داخل المدرسة وكأنهم فقط جهاز تنفيذي، شكل الاتصال بين المعلمين أنفسهم والطلاب أنفسهم والمعلمين والطلاب وكذلك المعلمين والإدارة له بالغ الأثر على سلوكيات الطلاب ( وزارة المعارف والثقافة، 1997)، ففي أحد الأبحاث  أشير  إلى أن تجربة في إحدى المدارس الأمريكية لدمج طلاب بيض مع طلاب سود لاقت مقاومة شديدة و عنف بين الطلاب حيث لم تكن الإدارة قد هيئت الطلاب بعد لتقبل مثل تلك الفكرة (هروبتس، 1995، وزارة المعارف والثقافة، 1995 ).
v    إحباط، كبت وقمع للطلاب:
متطلبات المعلمين والواجبات المدرسية التي تفوق قدرات الطلاب وإمكانياتهم، مجتمع تحصيلي، التقدير فقط للطلاب الذين تحصيلهم عالي، العوامل كثيرة ومتعددة غالباً ما تعود الى نظرية الإحباط حيث نجد أن الطالب الراضي غالباً لا يقوم بسلوكيات عنيفة والطالب الغير راضي يستخدم العنف كإحدى الوسائل التي يُعبر بها عن رفضه وعدم رضاه وإحباطه، فعلى سبيل المثال :-
1- عدم التعامل الفردي مع الطالب، وعدم مراعاة الفروق الفردية داخل الصف.
2- لا يوجد تقدير للطالب كأنسان له احترامه وكيانه.
3- عدم السماح للطالب بتعبير عن مشاعره فغالباً ما يقوم المعلمون بإذلال الطالب وإهانته إذا أظهر غضبه.
4- التركيز على جوانب الضعف عند الطالب والإكثار من انتقاده.
5- الاستهزاء بالطالب والاستهتار من أقواله وأفكاره.
6- رفض مجموعة الرفاق والزملاء للطالب مما يثير غضبه وسخطه عليهم.
7- عدم الاهتمام بالطالب وعدم الاكتراث به مما يدفعه الى استخدام العنف ليلفت الانتباه لنفسه.
8- وجود مسافة كبيرة بين المعلم والطالب، حيث لا يستطيع محاورته او نقاشه حول علاماته او عدم رضاه من المادة. كذلك خوف الطالب من السلطة يمكن أن يؤدي الى خلق تلك المسافة.
9- الاعتماد على أساليب التلقين التقليدية.
10- عنف المعلم اتجاه الطلاب.
11- عندما لا توفر المدرسة الفرصة للطلاب للتعبير عن مشاعرهم وتفريغ عدوانيتهم بطرق سليمة.
12- المنهج وملاءمته لاحتياجات الطلاب. ( حزان، 1999، ص 6-7 )
v    الجو التربوي:
عدم وضوح القوانين وقواعد المدرسة، حدود غير واضحة لا يعرف الطالب بها حقوقه ولا واجباته، مبنى المدرسة واكتظاظ الصفوف ( وزارة المعارف والثقافة، 1997 ) التدريس الغير فعال والغير ممتع الذي يعتمد على التلقين والطرق التقليدية، كل هذا وذاك يخلق العديد من الإحباطات عند الطلاب الذي يدفعهم إلى القيام بمشاكل سلوكية تظهر بأشكال عنيفة وأحياناً تخريب للممتلكات الخاصة والعامة ( فاندلزم )، بالإضافة الى استخدام المعلمين للعنف والذين يعتبرون نموذجاً للطلاب حيث يأخذونهم الطلاب قدوة لهم.
 الجو التربوي العنيف يوقع المعلم الضعيف في شراكه، فالمعلم يلجأ إلى استخدام العنف لأنه يقع تحت تأثير ضغط مجموعة المعلمين الذي يشعرونه بأنه شاذ وان العنف هو عادة ومعيار يمثل تلك المدرسة والطلاب لا يمكن التعامل معهم الآ بتلك الصورة وغالباً ما نسمع ذلك من معلمين محبطين محاولين بذلك نقل إحباطهم إلى باقي المعلمين ليتماثلوا معهم فيرددون على مسمعهم عبارات مثل ( بعدك معلم جديد، شايف بدون ضرب فش نتيجة، بكره بتيأس .. الخ من العبارات المحبطة)، وهنا شخصية المعلم تلعب دور في رضوخه لضغط المجموعة إذا كان من ذوي النفس القصير او عدم التأثر بما يقولون.
إضافة إلى ما ذكر فأن الأسلوب الديموقراطي قد يلاقي معارضة من قبل الطلاب الذين اعتادوا على الضرب والأسلوب السلطوي، فيحاولون جاهدين فحص الى أي مدى سيبقى المعلم قادراً على تحمل ازعاجاتهم وكأنهم بطريقة غير مباشرة يدعونه الى استخدام العنف، وإذا ما تجاوب المعلم مع هذه الدعوة فسيؤكد لهم انهم طلاب أشرار الذين لا ينفع معهم الآ الضرب، ونعود الى المعلم ذو النفس القصير الذي سرعان ما يحمل عصاه ليختصر على نفسه الجهد والتعب بدلاً من أن يصمد ويكون واعي الى ان عملية التغيير هي سيرورة Prosess   التي تتطلب خطة طويلة المدى ( حزان، 1999).
أشكال العنف
1 . العنف الجسدي
بالنسبة للعنف الجسدي لا يوجد هناك اختلاف كبير ومتباين في التعريفات التي كتبت على أيدي الباحثين حيث أن الوضوح في العنف الجسدي لا يؤدي إلى أي لبس في هذا التعريف، وهنا تعريفاً شاملاً لعدد من التعريفات. العنف الجسدي: هو استخدام القوة الجسدية بشكل متعمد اتجاه الآخرين من اجل إيذائهم وإلحاق أضرار جسمية لهم وهذا ما يدعى ( Inflicted-Injury ) لي عضو أو عوجه، وذلك كوسيلة عقاب غير شرعية مما يؤدي إلى الآلام وأوجاع ومعاناة نفسية جراء تلك الأضرار كما ويعرض صحة الطفل للأخطار.
من الأمثلة على استخدام العنف الجسدي - الحرق أو الكي بالنار، رفسات بالأرجل، خنق، ضرب بالأيدي أو الأدوات، لي لأعضاء الجسم، دفع الشخص، لطمات، وركلات ( لوجسي، 1991؛ ميكلوبكس؛ لفشيتس، 1995؛  زوعبي، 1995).
2. العنف النفسي
 العنف النفسي قد يتم من خلال عمل أو الامتناع عن القيام بعمل وهذا وفق مقاييس مجتمعيه ومعرفة علمية للضرر النفسي، وقد تحدث تلك الأفعال على يد شخص أو مجموعة من الأشخاص الذين يمتلكون القوة والسيطرة لجعل طفل متضرر(مؤذى) مما يؤثر على وظائفه السلوكية، الوجدانية، الذهنية، والجسدية، كما ويضم هذا التعريف وتعاريف أخرى قائمة بأفعال تعتبر عنف نفسي مثل:- رفض وعدم قبول للفرد، إهانة، تخويف، تهديد، عزلة، استغلال، برود عاطفي، صراخ، سلوكيات تلاعبيه وغير واضحة، تذنيب الطفل كمتهم، لامبالاة وعدم الاكتراث بالطفل ( زوعبي، 1995؛ لوجسي، 1991)، كما تضيف ( حزان، 1999 ) إلى ما سبق أن فرض الآراء على الآخرين بالقوة هو أيضا نوع من أنواع العنف النفسي.
3. الإهمال
الإهمال يعرف على انه عدم تلبية رغبات طفل الأساسية لفترة مستمرة من الزمن( ميكلوبتس؛ لفشيتس، 1995)، ويصنف (الزعبي، 1995) الإهمال إلى فئتين:-
أ) إهمال مقصود
ب) إهمال غير مقصود
4) الاستغلال الجنسي
" هو إتصال جنسي بين طفل لبالغ من أجل إرضاء رغبات جنسية عند الأخير مستخدماً القوة والسيطرة عليه " ( لوجسي، 1991؛ ميكلوبتس؛ لفشيتس، 1995).  "التنكيل أو الاستغلال الجنسي يعرف على انه دخول بالغين ( Adults ) وأولاد غير ناضجين جنسياً وغير واعين لطبيعة العلاقة الجنسية وماهية تلك الفعاليات الجنسية بعلاقة جنسية، كما انهم لا يستطيعون إعطاء موافقتهم لتلك العلاقة والهدف هو إشباع المتطلبات والرغبات الجنسية لدى المعتدي" ، وإذا ما حدث داخل إطار العائلة من خلال أشخاص محرمين على الطفل فيعتبر خرق ونقد للطابو المجتمعي حول وظائف العائلة ويسمى سفاح القربى او ( قتل الروح ) حسب المفاهيم النفسية وذلك لأن المعتدي يفترض عادة أن يكون حامي للطفل ويناقض ذلك بأني كون المعتدي عليه والمستغل لضعفه وصغره، يكون عادة من هو مفروض أن يكون حامي للطفل، ويعرف سفاح القربى حسب القانون على انه " ملامسة جنسية مع قاصر أو قاصرة على يد أحد أفراد العائلة" ( لوجسي، 1991 ).
يقصد بالاستغلال الجنسي :-
- كشف الأعضاء التناسلية.
- إزالة الملابس والثياب عن الطفل.
- ملامسة أو ملاطفة جنسية.
- التلصص على طفل.
- تعريضه لصور جنسية، أو أفلام.
v    أعمال مشينة، غير أخلاقية كإجباره على التلفظ بألفاظ جنسية. 
v     اغتصاب. ( مكلوبتس؛ لفشيتس، 1995 ).
أنواع العنف المدرسي
I) عنف من خارج المدرسة
   أ- زعرنه أو بلطجة.
هو العنف القائم من خارج المدرسة إلى داخلها على أيدي مجموعة من البالغين ليسوا طلاباً ولا أهالي، حيث يأتون في ساعات الدوام أو في ساعات ما بعد الظهر من اجل الإزعاج أو التخريب وأحياناً يسيطرون على سير الدروس ( فردمن، 1993 ).
   ب- عنف من قبل الأهالي
عنف أما بشكل فردي أو بشكل جماعي ( مجموعة من الأهالي )، ويحدث ذلك عند مجيء الأباء دفاعاً عن أبناءهم فيقومون بالاعتداء على نظام المدرسة والإدارة والمعلمين مستخدمين أشكال العنف المختلفة (فردمن،1993).
(II العنف من داخل المدرسة
أ- العنف بين الطلاب أنفسهم.
ب- العنف بين المعلمين أنفسهم.
ج- العنف بين المعلمين والطلاب.
د- التخريب المتعمد للممتلكات ( الوندله أو ما تسمى بالفاندلزم ).
(طلاب-معلمين) و(معلمين-طلاب) و( طلاب-طلاب ) و ( معلمين-معلمين) هذه النقاط أشار إليها ( روكح، 1995) بتسميتهما بالعنف المدرسي الشامل حيث نظام المدرسة مضطرب بأجمعه وتسوده حالة من عدم الاستقرار والهدوء، ويظهر واضحاً عدم القدرة على السيطرة على ظاهرة العنف المنتشرة بين الطلاب أنفسهم أو بينهم وبين معلميهم، وتسمع العديد من الشكاوى من قبل الأهل على العنف المستخدم بالمدرسة.
عنف الطلاب اتجاه الممتلكات الخاصة والعامة، وأطلق عليه أسم العنف الفردي: حيث ينبع ذلك من فشل الطالب وصعوبة مواجهة أنظمة المدرسة والتأقلم معها ولكن لا يوجد لها اثر كبير على نظام الإدارة في المدرسة ( هروبتس، 1995).
النتائج والتأثيرات
        لقد أثبتت العديد من الأبحاث بأن هناك أثار لعملية الاعتداءات على الأطفال على أداءهم الاجتماعي والسلوكي والانفعالي فتشير (  ودف؛ آرمه، 1994 ) بأن " الأطفال المؤذيين بغالب الأحيان مشتتين من ناحية انفعالية، قلقين، غضبانين، كثيراً منهم يبدو عليهم مميزات الرغبة في أن يفهمهم من يحيط بهم وكأنهم غير مفهومين " ، وفي مقولةٍ أخرى " الأطفال المؤذيين يتوفر لديهم جميع أو إحدى المميزات التالية:- يجرحون بسهولة، قليلي الثقة بأنفسهم وأحياناً بشكل متطرف ، مواقفهم النفسية والانفعالية غير مستقرة وغير مستتبة "
 
جدول تأثير العنف على الطلاب في المجال السلوكي، التعليمي، الاجتماعي والانفعالي
 
المجال السلوكي
 
المجال التعليمي
 
المجال الاجتماعي
 
المجال الانفعالي
1- عدم المبالاة
2- عصبية زائدة
3- مخاوف غير مبررة
4- مشاكل انضباط
5- عدم قدرة على التركيز
6- تشتت الانتباه
7- سرقات
8- الكذب
9- القيام بسلوكيات ضارة مثل شرب الكحول أو المخدرات
10- محاولات للانتحار
11- تحطيم الأثاث والممتلكات في المدرسة .
12- إشعال نيران .
13- عنف كلامي مبالغ فيه
14- تنكيل بالحيوانات
 
1- هبوط  في التحصيل التعليمي
2- تأخر عن المدرسة وغيا بات متكررة
3- عدم المشاركة في الأنشطة المدرسية
4- التسرب من المدرسة بشكل دائم أو متقطع
 
1- انعزالية عن الناس
2- قطع العلاقات مع الآخرين
3- عدم المشاركة في نشاطات جماعية
4- التعطيل على سير نشاطات الجماعية
5- العدوانية اتجاه الآخرين
 
 
1- انخفاض الثقة بالنفس
2- اكتئاب
3- ردود فعل سريعة
4- الهجومية والدفاعية في مواقفه
5- توتر الدائم
6- مازوخية اتجاه الذات
7- شعور بالخوف وعدم الأمان
8- عدم الهدوء والاستقرار النفسي.
 
 توصيات وتلخيص:
عملية التدخل العملية من أجل مساعدة الطالب وذلك بناءً على التجربة العملية والتعليمية والتوصيات التي نستخلصها من هذه الورقة والدراسات التي بحثت هذا المجال فإننا نجد أن التدخل والعلاج يجب أن يكون على ثلاث أصعدة وهي:-
1- الطلاب والمعلم.
2-المدرسة والصف.
3-المحيط الخارجي للمدرسة كالمنزل والحارة.
وعليه فإن أي تدخل في إطار المدرسة يجب أن يأخذ بعين الاعتبار جميع الأطراف السابقة الذكر وبناء برنامج تدخل شمولي يكون لكل طرف من هذه الأطراف مشاركة فعالة في التعرف على الصعوبات ومسحها، التخطيط لبرامج التدخل الملائمة للإطار والمشاركة الفعالة في عملية التنفيذ.
 
 
فوزية الخليوي
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
 
</TD< tr>
 
* شهدت إحدى مدارس البنات في المدينة المنورة حادثة مفجعة، أدت إلى وفاة طالبتين، وتعرض (5) أخريات لإصابات متنوعة، بعضها خطيرة جدا، نتيجة استهتار شاب، مارس التفحيط والاستعراض للمهارات الجنونية بالسيارات. ( جريدة اليوم 22211)

* تعرض طالب في المرحلة الابتدائية في احدى مدارس الهيئة الملكية بالجبيل الصناعية للضرب من قبل معلمه واستخدم المعلم (عقاله) في ضرب الطالب بسبب خلاف على تمرير ورقة لتسجيل أسماء طلاب فصله. (جريدة اليوم 11890)

* اعتدى موظف في شركة الاتصالات بالضرب على معلم أثناء دوامه الرسمي بإحدى المدارس الابتدائية بالدمام أمام مرأى موظفي إدارة المدرسة وزملائه المعلمين ومجموعة كبيرة من طلاب المدرسة. ( جريدة اليوم 11890)

* اشترط والد طفل قُتل إثر مشاجرة بينه وبين أحد أقرانه في مدرستهما مبلغ 3.5 ملايين ريال للعفو عن الجاني فواز محمد مشعل (14 عاما) أو تنفيذ حد القصاص فيه. (جريدة الوطن 1886)

* ضبطت إدارة مدرسة المتوسط بشرق الرياض، تحتفظ "الوطن" باسمها، هو يعرض على زملائه أقراص كمبيوتر مدمجة، تحمل مواد خليعة.وكان الطالب يعرض على زملائه أقراصاً مدمجة تحمل مقاطع إباحية، بسعر 50 ريالاً للسي دي الواحد.

هذه أمثلة لبعض ما يتكرر بشكل دائم في وسائل الأعلام من مؤشرات خطيرة على السلوكيات المنحرفة بين الطلاب في المدارس؟؟؟ وعن ارتفاع وتيرة العنف فيها؟!!!

فهل يمكن القول بأن المدرسة المعاصرة فقدت اليوم مركزها الاجتماعي كخط دفاعي ثانٍ لمواجهة أخطار الجريمة وانحراف الأحداث؟

وهل يمكن أن تسهم بفعالية في تكوين السلوك السوي؟

وما دور المناهج الدراسية في تكوين الوعي الأمني لدى النشء؟

ولأن المدرسة هي وحدة التعليم الأساسية, والمعلم هو خليتها الحية, وكتبها هي جهازها العصبي؟؟؟ كان هذا البحث!!!

(1) المدرسة:

في دراسة بعنوان: جناح الأحداث - المشكلة والسبب - للدكتور عدنان الدوري : قال إن بعض البحوث والدراسات تلصق بالمدرسة تهمة إسهامها المباشر أو غير المباشر في نشوء الجناح ذاته أو تطوير بعض بوادره أو أعراضه ليصبح بالنهاية جناحاً رسميا على درجة من الخطورة.

(2) الكتب المدرسية:

في دراسة بعنوان: دور المناهج التعليمية في نشر الوعي الأمني في الوطن العربي: إعداد د. عاكف يوسف صوفان (لوحظ أن الكتب المدرسية تهتم بالقيم البنائية، أي التي تسهم في البناء السوي للطلاب ولكنها لا تهتم بالقيم الوقائية التي تقي الطلاب من الوقوع في الجريمة والانحراف، فهي تسهم في تكوين رأي عام واتجاهات عامة لدى الطلاب ضد السلوك الإجرامي، مثل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إلا أنها لا تهتم بالبعد العلاجي وبالأخص في جرائم مثل الزنا وتعاطي المواد الكحولية والسرقة والقتل العمد.

(3) المعلم:

في دراسة بعنوان: كتب التربية الإسلامية الجديدة للمرحلة الابتدائية بدولة الإمارات والأمن النفسي للطفل - جامعة الإمارات - كلية التربية - 1998م لقد هدفت الدراسة إلى استكشاف مدى اهتمام كتب التربية الإسلامية الجديدة بالمرحلة الابتدائية بأمن الطفل، فدروس العقيدة تعمق في نفس الطفل الإيمان بالله تعالى والاعتماد والتوكل عليه، واللجوء إليه في الضيق والكرب والشدائد، والتي تغرس الأمن النفسي وتعمقه في نفوس الأطفال، إلا أنها تفتقر إلى تدريب المعلمين على تحليلها وتغطية أنشطته على نحو يحقق الهدف منها.

فاعلية المدرسة في القضاء على العنف:

ففي العديد من دول العالم تسهم المؤسسات التعليمية في العمل الوقائي من الجريمة والسلوك المنحرف حتى أصبح ضمن المناهج التعليمية للمدارس، كما هو الحال في فنلندا واستراليا، حيث اعتمدت فنلندا على مؤسسات اجتماعية أهلية وحكومية بما فيها المؤسسات التربوية، حيث تم إدخال مادة الوقاية من الجريمة كمادة في المناهج الدراسية في المدارس الثانوية، وحققت بذلك نتائج ملموسة، بحيث أصبحت فنلندا من الدول القليلة في العالم التي استطاعت تقليص وتخفيض معدل الجريمة, وتزداد هذه المطالبة مع ارتفاع نسبة الأطفال في السعودية السعوديين حسب بيانات التعداد العمراني للسكان التي تشير إلى أن ممن يبلغ عمرهم 14 عاماً أو أقل تصل إلى 49.23 في المائة من إجمالي عدد السكان حسب آخر تعداد.

أبرز المشكلات:

(1) التفحيط:

على امتداد الثلاثين سنة الماضية سجلت الإحصاءات الرسمية بالمملكة العربية السعودية نتيجة الحوادث المرورية الأرقام التالية:

عدد الحوادث (1551326) مليون وخمسمائة وواحد وخمسون ألفا وثلاث مئة وستة وعشرون. وأن عدد المصابين بلغ (588084) خمسمائة وثمانية وثمانين ألفا وأربعة وثمانين، بينما بلغ عدد المتوفين (78467) ثمانية وسبعين ألفا وأربعمائة وستة وسبعين. كما سجلت الإحصاءات الرسمية ما يقرب من 4000 وفاة سنويا، وقد يتضاعف هذا الرقم إذا أخذنا في الاعتبار عدد من يموتون أثناء تلقي العلاج في المستشفيات، فالحقيقة أن الإحصاءات الرسمية تشمل فقط من يموت في موقع الحادث. وتتركز الخسائر البشرية في فئة الشباب، إذ يصل الفاقد إلى نحو40 % من هذه الفئة وهو ما يعني أن خسارة فادحة تقع في شريحة الفئة المنتجة في المجتمع. وبأن ثلث أسرة المستشفيات مشغولة بمصابي الحوادث. وأكثر من نصف الحوادث المرورية في المملكة بسبب السرعة وقطع الإشارة.(جريدة الجزيره 16رمضان 1424).

(2) الجنوح:

وقد كشفت احصاءات وزارة الشؤون الاجتماعية السعودية أخيرا عن إيداع 126 طفلا في دور الملاحظة الاجتماعية لارتكابهم جرائم قتل. وتصدرت دار الملاحظة الاجتماعية في مدينة جدة بمنطقة مكة المكرمة مناطق المملكة بتسجيلها أعلى نسبه ايداع لاطفال ارتكبوا جرائم قتل، حيث بلغ عددهم 39 طفلا، يليها مدينه الدمام بـ26طفلا, ثم الرياض بـ19 طفلا. صحيفة دنيا الوطن الإثنين -12/12/2005.

(3) العزوف عن الدراسة:

يعد العزوف عن الدراسة والانقطاع عنها من الظواهر المتزايدة بين في المملكة العربية السعودية، ففي تقرير صادر عن صندوق الأمم المتحدة ( اليونسيف) أن نسبة الانتظام الصافي في المدارس الابتدائية للذكور والإناث في السعودية 56% خلال الفترة من 1992م-2002(نقلا عن أمان) ثم أن البعضٌ من الشباب المتخرج في المرحلة المتوسطة يعزف عن مواصلة تعليمه الثانوي‏.‏ وبعضٌ من الذين يواصلون تعليمهم الثانوي لا يكملونه‏.‏ وتلوح الظاهرة أكثر بعد المرحلة الثانوية إذ يتزايد. العزوف عن متابعة الدراسة الجامعية‏, وفي دراسة للأستاذ عبد الله بن ناصر السدحان حول مشكلة قضاء وقت الفراغ وعلاقته بانحراف الأحداث أثبت فيها إن نسبة ‏(‏37%‏)‏ من الأحداث الجانحين غير منتظمين في دراستهم، بل إن ‏(‏12%‏)‏ منهم يتغيبون كثيرًا عن الدراسة‏.‏

(4) المعاكسات:

تواصلت جلسات المحاكمة في قضية «نفق النهضة» بالمحكمة العامة بالرياض المتهمين ال(6) المتبقين من مجمل الشبان العشرة. كما استمع فضيلته إلى أقوال الشباب الستة واحداً تلو الآخر بعدما نسب إليهم تهمة «تصوير الفتيات» في تلك الحادثة والتحرش بهن ( جريدة الرياض- العدد 13693)

نشرت صحف خليجية خبرا مفاده أن حراس الأمن في أحد المجمعات التجارية في المنامة (البحرين) أوقفوا شباباً سعوديين لالتقاطهم صورا لفتيات في أحد المجمعات التجارية عبر كاميرا الجوال التي بحوزتهم، دون استئذان أو رضا الفتيات. وذكر مسؤول في المجمع أن مثل هذا التصرف المرفوض, بات يتكرر في المجمع، وأن أغلب الحالات وللأسف الشديد ترتكب على أيدي شباب سعوديين؟؟

وفى هذا السياق نشرت الصحف قبل أيام خبرا عن جلد 20 شابا في المدينة المنورة بسبب معاكستهم النساء

(5) تعاطى الممنوعات:

أحالت الجهات الأمنية في المنامة إلى المحاكمة شاب سعودي لقيامه باستعراض عورته في أحد شوارع المنامة. وقالت مصادر أمنية لصحيفة "الوطن" السعودية إن المواطن، وهو في سن المراهقة، قام بتناول كميات من المشروبات الروحية المسكرة في أحد الفنادق إلى أن فقد وعيه ثم خرج إلى الشارع العام وقام بفعلة تخدش الحياء. (العربية.نت2005 / 12 /

وفي دراسة عن الانتشار المهول للحشيش في صفوف الأحداث الجانحين فكان الذكور بنسبة 67.83 % والإناث بنسبة 12.5% ) هو امتداد لانتشاره في المجتمع حيث أجريت الدراسة على جميع الأحداث النزلاء، البالغ عددهم مائة وخمسة عشر(115) فردا، المقيمين بالسجن المحلي بوركايز بفاس،2003

(6) ضرب الطلاب:

وقد أجمع فريق من علماء النفس على أن ضرب الطفل في المراحل الأولى من عمره يجعله في المستقبل إنسانا خائفا وجبانا لا يستطيع التعبير عن رأيه بصراحة. لأن هذا الطفل إما أن يشعر أنه منبوذ ومضطهد وإما أن يرتفع عنده إحساسه بذاته فيصبح طفلاً عدوانياً, بل إن أحد علماء النفس والتربية ذهب أبعد من ذلك حين قال إن أسلوب الضرب يترك أثراً سيئاً في شخصية الطفل بحيث يفقده قدرته على التمييز والثقة بالنفس,كما يؤدي شعوره بالإحباط إلى سلوك عدواني موجه ضد المجتمع الخارجي. وحين يصل أطفالنا إلى مرحلة الخطأ يكون عقابه هو حرمانه من جزء من اهتماماته, مثل حرمانه من مشاهدة التلفزيون أو منعه من النزهات وفي الوقت نفسه يجب التركيز على مبدأ المكافأة والثواب

(7) مشاهدة افلام جنسية:

2002 – 2001 في دراسة اجتماعية ميدانية على الأحداث في سجن حلب المركزي :وجد أن %8 من الأحداث الجانحين يعملون في بيع وترويج الأقراص المدمجة التي تحوي أفلاما جنسية . وفي انجلترا تمكنت بعض الدراسات من خلال استجواب 1344 البحث حول العلاقة بين السينما وانحراف الأولاد من شخصية دون السادسة عشرة؟؟

فأجاب ستمائة منهم بوجود علاقة بين انحراف الأحداث والسينما!!!

(8) تدمير الممتلكات المدرسية: كالكتب والأثاث, وتخريب سيارات المدرسين!

وقد يمتد إلى حرق الفصول؟؟ وقد أطّلعت على حالة طالبة في السادس الابتدائي قامت بحرق الفصل ,احتجاجا ًعلى انتقاد المدرسات لمطربها المفضّل!!!

الأسباب:

(1) التلفزيون:

وقد أثبتت الدراسات أن برامج الأطفال تظهر مشاهد عنف أكثر بـ ( 50- 60مرة ) من برامج الكبار ولا يخلو الأمر من أفلام الكرتون التي تتضمن أكثر من 80 مشهد عنف في الساعة.

ويقول لوردن بيج الذي يدرس العلاقات بين الجنوح ووسائل الإعلام في جامعة جرونوبل أنه ثمة تأثير ‏ واضح لكنه حقيقي، فالدراسات الجادة التي أجريت على مئات الأطفال لأكثر من 30 سنة تسير في هذا الإطار، فمن خلال ملاحظة عدد الساعات التي يقضيها المراهقون في مشاهدة البرامج المليئة بالعنف، وعدد الأعمال العدوانية التي يرتكبونها فيما بعد، يمكننا التأكيد بأن العنف المرئي عبر التلفزيون يزيد الاستجابات العدوانية للمشاهدين بنسبة تتراوح بين 5 - 10% أياً كان الوسط الاجتماعي المنحدرين منه أو المستوى التعليمي الذي وصلوا إليه أو سلوك آبائهم معهم.

ومع التأكيد على مخاطر مشاهد العنف وما تسببه من تجريد للمشاعر وإيجاد مناخ مليء بالمخاوف فإن الأطفال والمراهقين ينقلون عادة إثارتهم وعنفهم إلى مدارسهم في اليوم التالي، ويمكن أن تنتهي الأمور بمأساة فعلية عندما يرغب هؤلاء في تنفيذ أو تقليد ما شاهدوه من جرائم تنفذ على شاشة التلفاز؟!. وأصدرت منظمة اليونسكو تقريرًا عن خطورة برامج الإعلام على الشباب حيث اعتبرت المنظمة أفلام العصابات تؤدي إلى اضطرابات أخلاقية تكمن وراء الجرائم المختلفة

(2) ضعف العلاقة بين المدرس والطالب:

وفي دراسة للنغيمشي 1415هـ على عينة من ‏(‏1560‏)‏ طالبًا وطالبة في المدارس الثانوية في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية اتضح أن المراهقين في عمر‏(‏16 ـ 17 ـ 18‏)‏ سنة يعزفون عن استشارة أساتذتهم والاسترشاد بهم‏.‏‏.‏ وهذا يشير إلى الاستقلالية التي يطمح إليها المراهقون من وجه، وإلى الغربة والجفوة التي يعيشها المراهقون وسط المجتمع بسبب منهم ومن ذويهم ومدرسيهم من وجه آخر‏

(3) الصحبة السيئة فى المدرسة:

بينت دراسة القحطاني 1414هـ أن أبرز مصادر الثقافة الانحرافية لدى الأحداث المنحرفين هم الأصدقاء‏ وفي الدراسة التي أجراها المطلق 1409هـ على دار الملاحظة بالقصيم ظهر أن نسبة ‏(‏73%‏)‏ من الأحداث قد ارتكبوا أفعالهم الانحرافية بمشاركة آخرين‏.

(4) ارتباط العمر بالعنف:

ويتضح من بعض الدراسات أن هناك فئة عمرية معينة تميل إلى ممارسة السلوك الانحرافي أكثر من غيرها فأكثر من ‏(‏95%‏)‏ من الأحداث المنحرفين المودعين بدار الملاحظة الاجتماعية يعيشون فترة المراهقة إذ تتراوح أعمار ‏(‏60% ‏)‏ منهم بين‏(‏16ـ18‏)‏ سنة بينما ‏(‏5%‏)‏ منهم تتراوح أعمارهم بين ‏(‏13ـ16‏)‏ سنة وهي مرحلة عمرية تعد من أشد مراحل الإنسان أهمية لما تتميز به من تغيرات جسمية ونفسية واجتماعية.

* وفى دراسة بعنوان: جناح الأحداث - المشكلة والسبب - للدكتور عدنان الدوري - 1985م (أن غالبية المجرمين دخلوا عالم الجريمة السفلي من باب الجناح المبكر وأن غالبية الجنايات الخطيرة يرتكبها اليوم أشخاص تقل أعمارهم عن الثامنة عشرة في المجتمعات الكبيرة.

(5) نقص التمويل في المدارس:

رغم تعاظم حجمه بشكل لم يسبق له مثيل فالميزانيات المخصصة للتعليم لا تفي باحتياجات التطوير المنشود. فما ينفق على التعليم للفرد لا زال أقل من المعدلات الدولية في الدول المتقدمة. حيث تنفق على الطالب في مرحلة التعليم الأساس ] . اليابان, 6959.8, والولايات المتحدة الامريكية 4763,4 .والسعودية 1337.6 دولار.

(6) التوتر في الامتحانات العامة .


التوصيات:

* توفير فرص التعليم للصغير والكبير مع الاهتمام بالطفولة المبكرة

* تقديم الرعاية لذوى الاحتياجات الخاصة ( من الموهبين والمعاقين )

* تحجيم الأمية ومكافحتها إلزاميا.

* خفض كثافة الفصول من 35 طالبا في الفصل , وتجديد وإحلال المدارس القديمة .

* رفع جوده خدمات التعليم المقدمة إلى التلميذ ودمج التكنولوجيا فى المناهج المختلفة واستخدام جميع المدرسين والطلاب لها

* استخدام المناهج المناسبة والمتطورة التي تسمح بحرية الابتكار والإبداع للتلاميذ وتبنى بداخلهم القدرة على المبادرة الفردية واحترامها ,كذلك تنمية المهارات المختلفة حسب متطلبات سوق العمل العالمي لدى التلاميذ .

* تخفيض التوتر داخل الأسر والناتج عن القلق من الامتحانات

* الوصول بالتعليم الفني إلى المستوى العالمي, ورفع عائدة الاقتصادي.

* إعداد المعلم حيث انه هو صانع التطوير الأول وهو وسيلته و لابد من إعادة النظر في أحواله الاجتماعية و المادية و العمل على رفع مكانته الأدبية في المجتمع.

* نشر الوعي الأمني عند الطفل: ففي دراسة بعنوان: نحو استراتيجية للتربية المرورية في رياض الأطفال - جامعة الإمارات - د. سهام محمد بدر - 1998م وقد خلصت الدراسة إلى أهمية إعادة النظر في مناهج رياض الأطفال وتطويرها بحيث يضمن جانب أساسي منها التربية المرورية باعتبارها جزءاً من الثقافة العلمية والفنية والاجتماعية .

* تضمين المناهج العادية للتعليم معلومات عن موضوعات أمنية مختلفة سواء بصورة مباشرة، كالموضوعات الخاصة بالسرقة والحفاظ على الحق العام، والملكية، وحقوق الجار، والمخدرات وتعاطيها، وخاصة في المواد العلمية، أو في مادة التربية الدينية والتاريخ، أو في الأدب أو الدراسات الاجتماعية،

* حصر الأطفال ذوى السلوك العدواني ووضعهم تحت المراقبة والتوجية.

* تدعيم الربط بين أسرة الطفل والمدرسة .

* إنشاء محاكم الأحداث: وتقوم ببحث الأسباب والظروف التي أدت بالحدث إلى ارتكاب الجريمة
 
 
 
 
 
30 ديسمبر 2005
تشكل ظاهرة العنف المدرسي إحدى إفرازات واقعنا الاجتماعي الهش، الذي تنخر جسمه عدة تناقضات تتفاقم يوما بعد يوم، حيث أصبح العنف هو السمة الغالبة على العلاقات بين شريحة واسعة من أطفال مدارس وإعداديات ولاية مدينة طنجة المغربية، إلى درجة باتت فيها العملية التربوية موضع تساءل سواء تعلق الأمر بدور الأسرة أو المدرسة أو المجتمع.
إعدادية الأطلس مؤسسة تعليمية جديدة، دخلت إليها بعد معاناة مع الأزقة المؤدية إليها من كثرة الأوحال وبرك الماء، في إحدى حجراتها المطلية جدرانها بالأخضر والأبيض، كنت على موعد مع الاجتماع الأول للمجلس الداخلي، الذي ينتخب أعضائه من بين مدرسي الإعدادية إضافة إلى الطاقم الإداري، طُرحت عدة نقاط للنقاش والمرتبطة بمشاكل التلاميذ وموظفي المؤسسة.
أحد أساتذة مادة الرياضيات تناول الكلمة بانفعال وقال‘‘ نواجه سلوكيات مشينة من طرف التلاميذ عند خروجنا من الإعدادية، نسمع منهم كلمات بذيئة ويرشقوننا بالحجارة.. يجب أن نبحث عن الحل العاجل لهذا المشكل، لا يمكن أن نسمح بأن تـداس كرامتنا، ونستمر في العمـل في ظروف أمنية سيئة كهذه’’. واصل الأساتذة اجتماعهم بينما كان بعض التلاميذ ينظرون من وراء زجاج النوافذ، مستعينين بأيديهم لمعرفة ما يدور داخل الحجرة.
ببعد انصرافي سألت أحد التلاميذ :
  • سمعنا عن تعرض بعض التلاميذ للرشق بالحجارة من طرف زملاء لهم، هل هذا صحيح ؟
  • بالتأكيد إنها ظاهرة تكاد تكون يومية، كثير من التلاميذ أصيبوا بجروح في رؤوسهم، يقع هذا خاصة في المساء.
  • لماذا في المساء ؟
  • لأن الإنارة تكاد تكون منعدمة قرب مؤسستنا، مما يساعد على حدوث الشغـب.
الأسباب التربوية والاجتماعية :
العنف المدرسي بات منتشرا بشكل واسع النطاق وتحول إلى ظاهرة ملفتة، عن أسبابه يقول حسـن < < حارس عام >> ‘‘ أعتقد أن هناك عنفا مزدوجا: عنف يمارسه التلاميذ، وعنف مضاد يمارسه رجل التعليم، وهي ظاهرة سيكولوجية مرتبطة أساسا بالتربية لدى جميع الأطراف، فطبيعة التربية التي تلقاها المدرس، والتي تلقى بها تكوينه تعتمد أساسا على العنف، مما ولد لدى هذه الفئة شعورا بأن عملية التحصيل وضبط الفصل لا يمكن أن يتم دون ممارسة العنف’’ .
تقول التلميذة مريم ‘‘ هناك عدة عوامل تساهم في انتشار العنف المدرسي، منها ضعف التربية الأسرية والتوجيه في المدرسة، وقلة الوعي بالأخطار الناجمة عن هذه السلوكيات’’.
وتشير أليس ميلر في كتابها < < مأساة أن تكون طفلا >> إلى أن العنف الذي يتعرض له الأطفال، هو المسئول عن ميلهم للعدوان والسيطرة عندما يكبرون، وتعطي مثالا على ذلك: أدولف هتلر ورفاقه من قادة النازية، الذين تعرضوا في طفولتهم لقسوة شديدة من طرف آبائهم ومعلميهم، مما جعلهم يميلون إلى العنف والعدوان في كبرهم.
الطفل الذي يتعرض في طفولته للحرمان العاطفي، سواء من الأب أو الأم أو من كلاهما، تكون له آثار سلبية على تنشئته الاجتماعية وعلى نموه النفسي والانفعالي وعلى قدراته الذهنية، فشخصيته تكون متوترة تعاني من عدم القدرة على التكيف السوي مع الآخرين، وتطغى عليه الاضطراباات العاطفية. كما أن القهر الاجتماعي الناتج عن الاستهزاء والتهكم والازدراء، يولد بدوره لدى الطفل شعورا بالإحباط والدونية ويربكه في علاقاته مع زملائه. فقد أظهرت دراسة أجريت في اليابان أن القهر الناتج عن الاستهزاء أدى إلى انتحار تسعة طلاب دون الرابعة عشر من العمر في العام 1985، كان أحدهم فتى وديعا.
ويجمع الأخصائيون في علم الاجتماع والتربية وعلم النفس، على دور الأسرة في تنمية النزعة العدوانية لدى الطفل، عندما ينموا في بيئة أسرية ينقصها الحب والحنان والرعاية السليمة للأبناء، فالوالدان اللذان يتخاصمان ويهملان تربية الأطفال أو لا يسمحان بالحوار وإبداء الآراء وتفهم المشاكل، يكونان سببا في زرع مشاعـر الحقد والكراهية في الطـفل ودفعه إلى التمرد ومحاولـة إبراز الذات بسلوكيات عنيفة، وهذا ما تؤكده التلميذة كريمة ‘‘ هذا العنف انعكاس لمشاكـل أسريـة..انعكاس لتفكك الأسرة ’’. ومن النتائج السلبية للتفكك الأسري، محاولة الطفل البحث عن الحنان وتقدير الآخرين خارج الأسرة، وكثيرا ما يقع ضحية رفاق السـوء الذين يساهمـون في انحرافـه.
ومعلوم أن المدرسة المغربية يسود فيها أسلوب سلطوي حيث تمارس العملية التعليمية في جو من التخويف و التهديد وفي ظل غياب الحوار والإقناع. يقول الأستاذ سليمان < < أستاذ اللغة الفرنسية >> ‘‘المدرسة المغربية حاليا تعتبر مؤسسة لإنتاج العنف، فالسياسة التعليمية بالمغرب حاليا، سياسة تعليمية فاشلة لا تمنح الفرصة من خلال الإمكانيات والمناهج. و تصور المسئولين لإنتاج مجتمع الغد، هو تصور خاطئ يؤدي بنا إلى إنتاج ما يسمى بالا أمن L’insécurité ’’. وتقول تلميذة ‘‘طريقة تعامل الإداريين وبعض المدرسين طريقة غير تربوية، كثيرا ما يخاطبوننا بعبارات سوقية، يسبون التلاميذ.. كما تصدر منهم أفعال مشينة ’’.
هذا الرأي ينطبق على كثير من المدارس العربية والإفريقية التي تفشت فيها ظاهرة العنف، فقد قالت منظمات للدفاع عن حقوق الإنسان أن التلاميذ في كينيا، يعانون من أساليب العنف التي يتبعها المدرسون والمدرسات سواء في المدارس العادية أو الداخلية، يكفي مجرد ارتكاب التلميذ مخالفة بسيطة لتوقيع أشد العقوبات عليه. وقد هربت حوالي 400 تلميذة من مدرسة داخلية مؤخرا نتيجة لهذه المعاملة، التي أصبحت ظاهرة في كينيا وفي بلدان أفريقية أخرى كانت مستعمرات بريطانية.
ويضيف ذ.حسن قائلا :‘‘ التلميذ يشعر بالإحباط نتيجة الأوضاع الاجتماعية المتردية، حيث أصبح التعليم لا يؤدي حتما إلى الشغل، وهذا عامل أساسي في تنامي ظاهرة العنف ’’.
وقال معلم سويسري يدير مدرسة خاصة في نيروبي‘‘هناك 440 ألف تلميذ وتلميذة سيتخرجـون هذه السنـة، وهناك 20 ألفا منهم فقط على الأكثر ستتاح لهم الفرصـة لشغل وظائف مستقـرة. ”وأضـاف قائـلا :” إن التلاميـذ يعاملون بقسـوة ويعيشون في ظروف سيئة، ويحصلون على مستوى متدن من التعليم، وفوق كل ذلك فنظرتهم إلى المستقبل سوداء’’، وقال أيضا ‘‘ إن المدارس أصبحت تولد طاقة هائلة من العنف ’’.
أحد المسئولين في المقاطعة الحضرية السابعة بطنجة، يعتبر المراهقات سببا رئيسيا لكثير من حوادث العنف ويقول‘‘غالبا ما تكون المراهقات سببا للعنـف المدرسي الذي استفحل في مختلـف المؤسسات، المراهقون يحاولون بسلوكياتهم العنيفة إبراز قيمتهم الاجتماعية وقدرتهم على استمالة الفتيات’’. وهذا الرأي تؤكده التلميذة فاطمة الزهراء ‘‘ كثيرا ما يكون العنف المدرسي سببه معاكسة المراهقين للتلميذات، فرفض الفتـيات لهذا السلوك يعرضهن للانتقـام’’. العنف لدى المراهقين يأخذ منحى أكثر شدة وحدة لأن المراهق نتيجة التغيرات الفزيولوجية و النفسية التي تطرأ عليه، يكون شديد الحساسية تجاه السلوكيات التي تصدر من الآخرين سواء كانوا والداه أو رفاقه أو مدرسيه. فعندما تتعرض رغباته وميولاته للقمع، ويواجهه الآخرون بالازدراء و السخرية أو اللامبالاة، ينفعل ويحاول بشتى الطرق إثبات ذاته وإرغام الآخرين على تقديره ولو باستعمال العنف.
ويشكو كثير من المدرسين من عدم وجود تعاون بين المؤسسات التربوية و الأسرة، حيث لا تتم زيارات منتظمة لآباء وأولياء التلاميذ إلى المؤسسات التعليمية للإطلاع على مدى مواظبة أبنائهم وللاستفسـار عن سلوكهم، ويــزور بعضهـم المؤسسة فقط عندما يفاجئوا بحدوث مشكل ما لأبنائهم. تقول تلميذة ‘‘ وقع السنة الماضية أن ضرب أستاذ تلميذا بشكل مبرح، وبعد حضور ولي أمر الأخير وقع بينه وبين الأستاذ سوء تفاهم، تطور إلى اعتداء الأستاذ على ولي الأمر أيضا’’. وتضيف قائلة ‘‘ يتطور العنف بين التلاميذ إلى عنف بين شباب الأحياء، التي ينتمي إليها التلاميذ، فتتحول هذه الظاهرة إلى عنف وإلى عنف مضاد كما وقع منتصف السنة الماضية في إعدادية إدريس الثاني’’. وهذا ما يؤكده التلميذ عدنان‘‘ وقع أمس نزاع بيت التلاميذ قرب مدرسة < < طريق العوامة >> تحول فيما بعد إلى صراع دموي بين شبان من حي< < دراوة >> و آخرون من حي< < الشوك >>، حيث أصيب طفل بجروح بليغة في رأسه نقل على إثرها إلى المستشفى على متن سيارة إسعاف’’.
يشار إلى أن العنف منتشر بشكل واسع في المدارس الأمريكية، حيث انتقل هوس القتل المدرسي من الطلاب إلى الطالبات، حين فتحت مراهقة النار في مطعم مدرسة ثانوية في وسط بنسلفانيا، فأصابت إحدى زميلاتها بفصل الدراسة. فيما أحبطت مجزرة في إحدى الجامعات الكندية في اللحظة الأخيرة.
كما قضت محكمة أمريكية في يوليو2001 بسجن صبي من فلوريدا في الرابعة عشرة من العمر 28 عاما، لقتله مدرسا في مدرسته وتصويبه مسدسا محشوا بالرصاص تجاه مدرس آخر.
وكان ناتانييل برازيل يبلغ من العمر 13 عاما، حين أطلق الرصاص على المدرس باري جرونو فأصابه بين عينيه بمدرسة ليك وورث. وقضت المحكمة أيضا بسجن برازيل خمسة أعوام لإدانته بتهمة مهاجمة المدرس الآخر الذي صوب المسدس تجاهه.
وأمر القاضي ريتشارد وينت ايضا برازيل بقضاء عامين رهن الاعتقال المنزلي، ثم البقاء تحت المراقبة لمدة خمس سنوات بعد قضاء فترة السجن، وأن يحضر دورة دراسية حول كيفية السيطرة على الغضب.
وكان برازيل أعيد من المدرسة مبكرا في آخر أيام العام الدراسي يوم 26 مايو 2000، لإلقائه بالونات مياه على أقرانه. وعاد برازيل إلى المدرسة حاملا مسدسا سرقه من جده، وأطلق النار على المدرس جرونو حين رفـض السماح له بالتحدث مع أصدقاءه في الفصل. وأثارت القضية اهتماما واسعا كأحد حوادث العنف المدرسي، وبسبب الجدل حول كيفية محاكمة ومعاقبة الأحداث المتهمين بجرائم خطيرة.
الأسباب النفسية :
تؤكد الدكتورة أميرة سيف الدين < < أستاذة الصحة النفسية بكلية الطب جامعة الإسكندرية >> أن السلوك العدواني الذي يتخذه الطفل تجاه المواقف المختلفة، يعتبر من علامات إصابتـه بمرض نفسي، وتقول ‘‘النشاط الزائد وتشتت الانتباه والاندفاع، ثلاثة أمور إذا لازمت الطفل بعد سن السنوات الثلاث الأولى، ولفترة لا تقل عن ستة أشهر، فإنها تكون مؤشراً على أن هناك فعلا مشكلة نفسية لدى الطفل. في حين إننا لا نستطيع تشخيص حالة طفل بأنه مريض بالنشاط الزائد إلا حين دخوله المجتمع المدرسي, لأن المدرسة تتطلب الهدوء والالتزام وعدم الحركة، وهي عكس الصفات الموجودة بالفعل عند الطفل المريض بهذا المرض. فإذا ثبت ذلك يجب التعامل مع هذا الطفل بالطريقة السليمة، ولاسيما في المرحلة الأولى عندما يتحول الطفل إلى البلوغ, و إلا سيتحول هذا الطفل إلى الجنوح وهو من أخطر الأمراض النفسية السلوكية التي تؤدي إلى طريق الانفلات والإجرام’’.
دور وسائل الإعلام :
يقول عبد الناصر < < أستاذ اللغة العربية >> :
‘‘ يرتبط العنف المدرسي بوسائل الإعلام في الدرجة الأولى، خاصة القنوات الفضائية الأمريكية التي تبث أفلام العنف المرتبط بالجنس، والتي يشاهدها التلميذ ويعتقد أن استعماله للعنف يساعد على استمالة فتاة ’’. ويقر أغلب الأخصائيين في علم الاجتماع والتربية وعلم النفس، بوجود علاقة غير مباشرة بين العنف الذي تبثه وسائل الإعلام وبين الانحراف الذي يرتكبه الأطفال والشباب في الواقع، خاصة إذا كان هؤلاء يعيشون أوضاعا اجتماعية، اقتصادية، وثقافية سيئة، تجعلهم أكثر ميلا للتأثر السلبي بما تبثه وسائل الإعلام.
ويشيـر سحاب فكتور في < < أزمة الإعلام الرسمي العربي >> إلى أن التأثير العنيف الذي تنقله وسائل الإعلام إلى الأطفال والشبـاب، لا يتجلى فقط في مشاهد العنف التي تبثها وسائل الإعلام باستمرار، وإنما أيضـا في تلك المشاهد التي تشحن نفس الأطفال والمراهقين بأحلام رفاه غير واقعي، لا تلبث أن تصطدم بالحقيقة فتثير فيهم شعورا بالخيبة والإحباط. وقد تدفع بالكثيرين منهم إلى استخدام العنف والانحراف لبلوغ هذا الثراء الوهمي الذي يتعذر عليهم بلوغه بالوسائل المشروعة .
الوقاية خير من العلاج :
إن ظاهـرة العنف المدرسي أمست تؤرق أسر الأطفال، التي تخاف من عواقب تطوره إلى انحراف وإجرام عند الكبر. وعن الإجراءات التي يمكن اتخاذها للوقاية من العنف، تقول تلميذة ‘‘ يجب أن تكون معاملة المدرسين والإداريين للتلاميذ، قائمة على طرق تربوية، وأن يتم ملأ فراغ التلاميذ بأنشطـة ثقافية وترفيهية ’’.
أما ذ.حـسن فيقول ‘‘يجب إدماج مادة حقوق الإنسان في التكوين، والتكثيف من الحملات التحسيسية لدى الآباء، لأنه لا بد من تغيير العقليات ’’. المسؤول في المقاطعة الحضرية السابعة بطنجة يقول ‘‘ نقوم بمجهودات كبيرة لمواجهة هذه الظاهرة بالتنسيق مع مصالح الشرطة، وذلك بالتعرف على المراهقين الذين يقفون وراء هذا العنف، وقـد قدم بعضهم للعدالة، وتتضح نتائج هذه المجهودات في الهدوء الذي يعم إعدادية طارق – مثلا- بعد أن كانت تعاني كثيرا من هذه الظاهرة ’’.
ويوصي خبراء التربية وعلم النفس وعلم الاجتماع، بضرورة العمل على تحصين الأطفال بالتربية السليمة، حتى لا يقعوا ضحية العنف والانحراف ومن هذه النصائح العمليـة :
  • التقليل ما أمكن من التدخل في حياة الطفل، وعدم إذلاله وتخجيله والحط من قيمته.
  • عدم تعويد الطفل على الحصول على امتيازات بعد لجـوءه إلى العنف أو الغضب أو التهديد، وإتاحة الفرصة له لكي يعـبر عن انفعالاته وغضبه.
  • إشعار الطفل بالاهتمام به، والإجابة المنطقية على أسئلته واستفساراته، دون مبالغة في تدليله أو القسوة عليه.
  • معاملة الأبناء على قدم المساواة دون تمييـز بينهم، ومحاولة ملء أوقات فراغهم بممارسة بعض الهوايات و الأنشطة المحببة إليهم بما في ذلك بعض الألعاب و إن اكتست طابعا عنيفـا.
  • عدم التدخل في تشاجر الأخوة وتركهم ليحلوا مشاكلهم بأنفسهم، إلا إذا بلغ التشاجر حدا خطرا عليهم، والعمل على أن يسود الحياة المنزلية جو من الهدوء والتسامح و التعاون والحب.
 
Bouton "J'aime" de Facebook
 
 
vous etes deja 372458 visiteurs (965274 hits) Ici!
حمعية “معا ضد العنف” Ce site web a été créé gratuitement avec Ma-page.fr. Tu veux aussi ton propre site web ?
S'inscrire gratuitement